نحن كبشر لا نتوقف أبدا عن التفكير، وقد أثبتت الأبحاث الإنسان يفكر في المتوسط حوالي أربع أفكار منفصلة في الدقيقة الواحدة أي حوالي 4000 فكرة يوميا، ونقضى أكثر من 75% من وقتنا في التفكير.
ولكن على الرغم من هذه القدرة الهائلة على التفكير إلا وأن المشكلة تكمن في أننا نادراً ما نهتم بالتفكير فغالباً ما تتوارد الأفكار في أذهاننا باستمرار كما أننا نأخذ التفكير على أنه أمر مسلم به...
إن المرة الوحيدة التي نقف فيها للتفكير هو حينما نكون في موقف صعب أو في مشكلة عميقة وفى تلك اللحظة يختلف الأمر ففجأة نبدأ بالشك في قدراتنا على القيام بأدوارنا في الحياة وعلى حل مشاكلنا أي نشك في قدراتنا على التفكير بطريقة سليمة.
ولعل من المشاكل التي تواجهنا في الطريق إلى التفكير السليم هو ذلك الاعتقاد بأن المقدرة على التفكير تنمو في فترة المراهقة كجزء من عملية النمو الداخلي وأنه لا يوجد هناك ما يمكن تعلمه عن التفكير أو طريقة يمكننا من خلالها تنمية هذه المقدرة. وهذا فهم خاطئ بالطبع فببعض التقنيات والأساليب البسيطة تستطيع تطوير قدرتك على التفكير بصورة رائعة وستشعر بذلك وتجد أثره في حياتك كلها.
توقف واستئناف:
أحيانا تكون في اجتماع مهم أو أمام مشكلة تحتاج إلى سرعة في الحل وفجأة تجد عقلك توقف وبدلا من توارد الأفكار عليك تجد نفسك في فراغ ذهني عجيب. وأحيانا أخرى يكون هناك موضوع هام وحيوي تريد التفكير فيه ولكن لا تعرف من أين تبدأ. ولذا فإليك بعض الخطوات العملية تساعدك في كيفية الدخول في التفكير وجعل الأفكار تتوارد عليك:
1- اسأل نفسك ما الذي تشعر به تجاه ذلك الموضوع:
فعندما تكون في فراغ ذهني أنت في هذه الحالة يتعذر عليك الوصول إلى أفكارك ولذا فعليك بالتواصل مع مشاعرك. وبعد أن تحدد مشاعرك تجاه الموضوع اسأل نفسك لماذا تشعر بهذه المشاعر؟ ها أنت تفكر بالفعل في الموضوع؟
2- اسأل نفسك عن رأيك في هذا الموضوع؟!
ما هو تقييمك الكلى للموضوع، قد أثر هذا الأسلوب المدهش عن بدء الظهور الفكري لكثير من الأفكار الناجحة
3- اسأل نفسك ما هي الفكرة الأساسية في المشكلة التي بدونها لا تحل المشكلة؟
ما هو مفتاح السر ما هي الفكرة التي يستند عليها كل شيء هنا خذ وقتك لكي تفكر بجدية في إجابة هذا السؤال .
4- اسأل نفسك هل يشابه هذا الموضوع الذي تفكر فيه أي شيء تعلمته أو مررت به من قبل؟
خذ وقتك لكي تبحث بجدية وتجد الإجابة.
5- اسأل نفسك هل هناك شيء ما زلت تجد سؤالا ملحا عنه؟
خذ كل الوقت لكي تفكر وتجد إجابة لذلك السؤال.
6- اسأل نفسك ما هو أصل الموضوع؟
فكر بحرص للحصول على الإجابة.
الفرق بين التفكير البسيط والتفكير المعقد:
كان (هاوسر) أذكى طالب في السنة النهائية في جامعه بوسطن العريقة فلم يكن عقله يتوقف أبدا عن التفكير وكان يذهل زملاءه في السقف الطلابي وأفكاره ووجهات نظره حول العقل الإنساني وشرح 1001 فكره في علم النفس لكي يسجلها في امتحان آخر العام. ولكن عندما ظهرت نتيجة آخر العام لم يجد (هاوسر) نفسه بين المتخرجين نعم لقد درس هاوسر كثير في علم النفس ولكن كل أفكاره كانت مبهمة وبلا أدله وكانت معظم أفكاره غير منطقية، ولذا لم تكن مشكلته في كيفية بدء التفكير أو فيما يفكر ولكن كانت في أسلوب ونوعية تفكيره.
ومن جانب آخر وعلى العكس كان السيد (ماثيز) الذي تولى إدارة محطة تلفزيونية كان يسيرها والده فنجح فيها نجاحا باهرا وفى إحدى المرات سأل أحد المذيعين السيد (ماثيز) عن سر نجاحه وكيف استطاع أن يتخذ الخطوة المناسبة في الوقت المناسب؟
رد ماثيز قائلا " إن قوة التفكير هي التي جعلته مليونيرا" مهارة تتوافر لكل شخص منا وكل ما فعله ماثيز أنه نظر في كل موقف وتأمله جيدا وفكر فيه تفكيرا بسيطا فوصل إلى الإجابة الصحيحة.
الفرق بين (هاوسر) و (ماثيز) هو الفرق بين التفكير المعقد والتفكير البسيط الفكري، طبق على نفسك هذا ولن تجد الأمر صعبا على الإطلاق إن شاء الله.
إن معظم الذي حق حققوا نجاحات عظيمة مثل هنرى فورد ووالت ديزنى وغيرهم ليسوا بأذكى من غيرهم وقد أثبتت دراسات كثيرة عن الأشخاص الناجحين في كافة مجالات الحياة أنه لا توجد علاقة بين درجة الذكاء والنجاح.
إن الفارق بين الناجحين والفاشلين كما في مثال السيد ماثيز هو القدرة على التفكير البسيط الفكري.
حتى المشاكل المعقدة والتي في نظرك تحتاج إلى أعقد أنواع التفكير ففي الحقيقة الحل لا يعدو كونه تفكيرا بسيطا ولكن في شكل وإطار منظم