كتابة الفقرات الرئيسية للبحث


بعد أن أكملنا في الأسابيع الماضية وضع الفكرة الرئيسية للبحث وحددنا الأقسام الرئيسية للبحث، في هذا المقال سنبدأ كتابة الفقرات الرئيسية للبحث. هذه الخطوة مهمة وستأخذ منك بعض الوقت، وهي في الواقع ليست خطوة تنجزها وتنتهي منها. بل هي عملية متواصلة، تبدأ فيها بعد تحديد الأفكار وعثورك على بعض المصادر، وقد تجد نفسك تود تغيير بعض الأفكار والفقرات وإعادة ترتيبها أو صياغتها. وهذا ما سأحاول توضيحه من خلال الخطوات التالية: ...
تكوين وأجزاء الفقرة.
  • كتابة الجملة الأولى في الفقرة.
  • كتابة الجمل المتوسطة في الفقرة.
  • كتابة الجملة الأخيرة في الفقرة.
  • إرشادات عامة لتحسين صياغة الفقرة.

تكوين وأجزاء الفقرة:

الفقرة عبارة عن مجموعة من الجمل تتناول فكرة أو على الأقل جزء منها. ولتبسيط عملية قراءة الفقرة للقارئ وايصال الفكرة الرئيسية له يفضل إستخدام طريقة مرتبه ومنسقة لتسلسل الفكرة وطريقة تركيب الفقرات. يفضل أن تكون الجملة الأولى في الفقرة استفتاحية وفيها يتم توضيح الفكرة التي سيتم التطرق لها في الفقرة. والجملة الأخيرة يجب أن تكون ختامية وتحتوي على استنتاج أو رابط بين فكرة الفقرة الحالية والتالية. اما الجمل المتوسطة فتختلف صياغتها بإختلاف نوع الفكرة المراد استعراضها.

كتابة الجملة الأولى في الفقرة:

عادة عندما يقرأ شخص ما بحثاً فإنه عادة ما يقرأ المقدمة والجملة الأولى من كل فقرة. لذلك كتابة الجملة الأولى لكل فقرة عملية مهمة، خصوصاً أن بعض المدرسين عندما يقوم بتقييم التقرير الذي تكتبه عادة ما يأخذ إنطباعاً أولياً بقراءته للمقدمة والجملة الأولى لكل فقرة. الجملة الأولى يجب أن تعرف القارئ بالفكرة الرئيسية للفقرة وفي ذات الوقت يجب أن تكون صياغتها جيدة بحيث أن القارئ عندما ينتقل بين الفقرات لا يشعر بتباعد بين فكرة الفقرة السابقة والفقرة التي يوشك أن يقرأها. تذكر أنك قد كتبت مقدمة لبحثك، فلا حاجة لوضع مقدمة لكل فقرة تكتبها.

كتابة الجمل المتوسطة في الفقرة:

الجمل المتوسطة هي الجمل التي ستلي الجملة الأولى وتسبق الجملة الأخيرة لكل فقرة. في هذه الجمل ستقوم بإستعراض فكرتك، أو ما ترغب بإقناع القارئ به، وستضع فيها الإقتباس الذي يدعم فكرتك. يفضل أن تكون أول جملتين أو ثلاث عبارة عن شرح فكرتك، واستعراض وجهة نظرك، بعدها تقدم الإقتباس أو الدراسة التي تود إضافتها لبحثك، وتختم بجملة أو جملتين تعقيبيتين بعد الإقتباس. صياغة الجمل قد يختلف بإختلاف المادة التي تكتب عنها، المهم أن تكون الصياغة منطقية وسلسلة، بحيث لا يشعر القارئ بأنك تقفز من فكرة إلى أخرى، فتشتيت القارئ سيدعوه للضجر، وسيتوقف عن القراءة أو في أفضل الحالات قد يحاول الإنتقال إلى السطر التالي ليرى ما الذي تود توضيحه وذكره.

كتابة الجملة الأخيرة في الفقرة:

الجملة الأخيرة هي الجملة التي ستنهي وتلخص فيها فكرتك، فما سيجده القارئ فيها هو غالباً ما يعلق بذهنه. لذلك كما أنك قد بدأت فقرتك بجملة استفتاحية عرفت فيها القارئ بفكرة الفقرة، كذلك يجب ان تختم بجملة ختامية تعيد وتلخص فيها الفكرة الرئيسية. وقد يفضل البعض التلميح فيها أو إيجاد رابط بين فكرة الفقرة التي تحتوي الجملة والفقرة التالية، كي يكون الإنتقال بين الفكرتين أكثر سلاسة للقارئ.

إرشادات عامة لتحسين صياغة الفقرة:

هناك العديد من الإرشادات التي يفضل أن تكون نصب عينيك عندما تكتب الفقرات، هذه الإرشادات بسيطة ستساعدك أثناء الكتابة وستحسن من صياغة بحثك:
  • استخدم كلمات الربط بين الجمل، هذه الكلمات بسيطة وتلطف الإنتقال بين الأفكار وتوضح ما تود قوله بشكل مبسط. وهي عديدة ومن أمثلتها: مثلاً، على سبيل المثال، أولاً، ثانياً، ثالثاً، أخيراً، في البداية، بالتالي، بالإضافة، وعلى النقيض…
  • عندما تبدأ الكتابة أكتب ولا تقل لنفسك أن الجملة غير صالحة. إذا توقفت عن الكتابة سيتوقف عقلك عن العمل، لكن عندما تكتب حتى وإن كانت الجملة خاطئة ستجد عقلك يعمل ويعيد الصياغة ويحسن الجملة إلى أن تنتهي بالشكل المطلوب.
  • استخدم الفواصل وعلامات النتقيط كلما وجب ذلك. فهي تساعد القارئ على القراءة ومعها سيسهل إيصال الفكرة له.
  • حاول أن تكتب فكرة واحدة لكل فقرة، وأن تشرح فكرة واحدة في كل جملة. لا تزعج القارئ بكم هائل من المعلومات التي لن يستطيع فهمها أو الربط بينها وبين الموضوع الأصلي. فالبحث هو لإقناع القارئ بفكرتك وليس لإستعراض قدراتك في ما وجدته من معلومات.
  • كما ذكرت سابقاً، لو وجدت نفسك راغباً في التعديل على فكرة، تغير ترتيب الأفكار أو حذف بعضها، لا تتردد في القيام بذلك. من الطبيعي أنه وأثناء الكتابة ستجد أن الفكرة بدأت تصبح أكثراً وضوحاً لك، وأثناء كتابتك وقراءتك لما تكتبه ستود التغيير والتعديل، كل هذا طبيعي ولهذا السبب أخرنا كتابة المقدمة لحين إنتهاءنا من كتابة الفقرات ووضعها بالصيغة النهائية.
  • عندما تتحدث عن أي شيء، تجنب التعميم. فلا تستخدم أبداً، “كل الناس”، “جميع الطلبة”، واستخدم بدلاً منها، “معظم الناس”، “غالب الطلبة” في حالة إن كنت متأكداً من ذلك، أو استخدم “عدد كبير من الناس”، الكثير من الطلبة”. وحاول استخدام أفعال كـ “ربما”، “قد”، “أحياناً”، “غالباً”…
  • عندما ترغب في التحدث عن حالة ما، استخدم صيغة الغائب. لا تعطي مثالاً تستخدم فيه صيغة “أنا” أو صيغة “أنت”، بل استخدم صياغة “هو أو هي”.

المثال الحي:

في المثال الحي الذي سبق وأن بدأنا العمل عليه أنتهينا من التالي:
  • الفكرة الرئيسية كانت: “الإنترنت يسهل على الطلاب الجامعين القيام بأعمالهم اليومية”.
  • بدأنا في القراءة الأولية وعثرنا على عدد من المصادر.
  • وضعنا مخطط للبحث.
  • بحثنا عن مصادر لفكرتين من أفكار البحث، وهما “محركات البحث”، و”إجراء الإستفتاءات”.

كتابة فقرة عن “محركات البحث”:

كونها أول فقرة في قسم “التعريف بالأدوات والخدمات التي وفرها الإنترنت”، ستكون صياغة الجملة الأولى كالتالي:
أول الأدوات التي وفرها الإنترنت وقد تكون أهمها خدمة البحث عن المعلومات التي يطلبها المستخدم، وهذه الأداة تعرف بمحرك البحث.
يلي هذه الجملة الجمل المتوسطة، وفيها سأعرف محرك البحث، وسأعطي أمثلة على محركات البحث، والفوائد التي يوفرها محرك البحث للطلبة. وستكون صياغة الجمل كالتالي:
الإنترنت مخزن هائل للمعلومات، فهناك الملايين من المواقع، والطالب حين يرغب في العثور على معلومة محددة سيكون البحث بين هذه المواقع صعباً للغاية. لذلك وفرت بعض المواقع محركات للبحث في محتوياتها. تعرف ويكيبيديا محرك البحث بأنه “برنامج مصمم للمساعدة في العثور على المعلومات المخزنة على نظام حاسوبي…” (ويكيبديا 2009أ). وهناك نوعين رئيسين لمحركات البحث، نوع يبحث في موقع محدد عن معلومة محددة، ونوع آخر يبحث في الإنترنت ككل. مثلاً، عندما يرغب أحد الطلبة بالبحث عن عناوين الإتصال بأحد المدرسين، يمكنه إستخدام محرك البحث الخاص بموقع الجامعة للبحث عن صفحة المدرس، وفي هذه الحالة هو يستخدم محرك بحث لموقع. على النقيض، لو أراد نفس الطالب البحث عن معلومة متعلقة بعنوان الإتصال بأحد الباحثين، يمكنه إدخال اسم الباحث في أحد محركات البحث التي تبحث في الإنترنت ليعثر على ما يبحث عنه. هناك العديد من المواقع التي توفر خدمة البحث في الإنترنت ولكل محرك بحث مميزاته وعيوبه. من الأمثلة على هذه المحركات: محرك البحث قوقل، ياهو، آسك، أين، عجيب وغيرها. من خلال محركات البحث يستطيع الطالب تحديد ما يرغب البحث عنه، وبإدخال هذه المعلومات لمحرك البحث سيجد النتيجة خلال ثواني.
الجملة الأخيرة في الفقرة، فيها سألخص الفكرة العامة للفقرة، وستكون صياغتها كالتالي:
من خلال أداة البحث، الطالب يستطيع توفير الكثير من الوقت والجهد في البحث عن المعلومات سواءاً في موقع محدد أو في شبكة الإنترنت.

كتابة فقرة عن “إجراء الإستفتاءات”:

كونها ثاني فقرة في قسم “المميزات التي أضيفت للبحث الموضوعي والواجبات”، ستكون صياغة الجملة الأولى كالتالي:
إضافة للعصف الذهني، الطالب يستطيع بسهولة إجراء الإستفتاءات حول المادة التي يبحث عنها من خلال استخدام الإنترنت.
يلي هذه الجملة الجمل المتوسطة، وفيها سأتحدث عن أهمية الإستفتاء وسأتعرض أحد المواقع التي توفر هذه الخدمة عبر الإنترنت وسأذكر بعض المميزات لإستخدام الإستفتاء عبر الإنترنت. وستكون صياغة الجمل كالتالي:
الإستفتاءات والدراسات تعطي البحث الكثير من المصداقية، وتدعم وجهة نظر الكاتب، لا سيما وإن كان الإستفتاء طُرح على الشريحة المستهدفة بالتحديد. هناك الكثير من المواقع والبرامج التي سهلت عملية طرح اسئلة الاستفتاء والإجابة عليها. هذه المواقع والبرامج، توفر على كاتب الإستفتاء عناء الكتابة والتحرير والطباعة والتوزيع. وأيضاً تسهل عليه الوصول إلى الشريحة المستهدفة من الإستفتاء. وبالنسبة للشريحة المستهدفة، فالإجابة على اسئلة الإستبيان أسهل، كونها لا تتطلب منهم كتابة ردود وإعادة إرسال، فالإستبيان عادة لا يتطلب منهم أكثر من ضغطات على أزرار في الشاشة. تذكر جامعة تكساس عدة مميزات لإجراء الإستفتاء عبر الإنترنت وهي: سهولة جمع عدد كبير من المعلومات التي يمكن الإعتماد عليها، مرونة التعامل مع الأسئلة والإجابة عليها، وإمكانية اختبار الحالات النادرة التي قد يصعب الوصول اليها(جامعة تكساس 2009).
الجملة الأخيرة في الفقرة، فيها سألخص الفكرة العامة للفقرة، وستكون صياغتها كالتالي:
جميع ما سبق يجعل الإنترنت في حالات عديدة أفضل وأسهل مصدر لإجراء الإستبيانات وجمع المعلومات حول الحالات.