الوقوع في الحب


" صدقاً أنا لا أحبك بعيني هاتين لأنهما تريان ألف عيب فيك.. ولكنه قلبي هو من يعشق ما يحتقران. "
 شكسبير
ما هو ذلك الشيء الذي اسمه الحب؟ كيفما وضع ترتيب الكلمات في هذا السؤال البسيط فإنه سيظل يستجدي جواباً. ولكن على الرغم من أن الحب يكاد يكون الموضوع الأكثر تناولاً في تراث الشعوب قديمها وحديثها...
في أساطيرها وملاحمها وحكاياتها وقصائدها، ونجده في عالم اليوم في الموسيقى والأغاني وأشرطة السيما والروايات والأقاصيص وفي معظم ما يعرض على شاشات التلفاز، ولا يفتأ يثبت المرة تلو الأخرى بأنه مكنة تسويق مجربة وهائلة التأثير وإن الناس سوف يبتاعون أي شيء يمكنّهم من المعيش ولو للحظة في نعيم. فإن أغلب دارسي سلوك الإنسان، وحتى وقت ليس ببعيد، لم يجدوا في أنسفهم رغبة في البحث عن إجابة له، بل إنهم كانوا يستنكفون أن يكون لهم أي دور في الإجابة عن مثل هذا السؤال أياً كانت صياغته، وقد نجحوا في مسعاهم ذاك. والسبب الذي تذرعوا به في تبرير افتقاد الرغبة في تقصي ودراسة ما يمكن عده واحداً من أشد الانفعالات التي يمر بها المرء في حياته وتجنبها يكمن في قناعتهم بأن للحب أرضية هشة غير قادرة على إسناد البحوث الجادة، بينما يحتاج العلم إلى أرضية صلبة تمكنه من التأسيس عليها. إذ إن انفعالات مثل الغضب والخوف التي نالت قسطاً وافراً من التقصي والدراسة في الحقل وفي المخبر يمكن تلمسها وتكميمها بواسطة قياس معدل النبض والتنفس وتوتر العضلات وخلاف ذلك من الاستجابات اللاإرادية.
أما الحب فإنه لا يسجل أي شيء يمكن الركون إليه على لوحات الأجهزة، فهو لا يترك سوى بصمات ضبابية غير واضحة المعالم يمكن أن تفسر على أنها أي شيء وكل شيء من سوء الهضم إلى نوبة ذهان حادة. فضلاً عن أن للغضب والخوف دوراً مباشراً ومتفقاً عليه يؤديانه في بقاء النوع واستمراره، بينما من الممكن، إن لم يكن من المرجح، للبشر كما هو الحال لباقي المخلوقات التزاوج والتكاثر دون تدخل الحب أو أن تمس الحاجة له. لذا نظر العلماء المنضبطون والباحثون عن الوقائع الصلبة إلى كل التأوهات الحارقة و"لفّة الرأس" والتورد والانتشاء حبوراً حد الإغماء والموسيقى الصادحة بالشعر الملتهب على أنها خارج مستلزمات النشوء وهي بالتالي هدر في الطاقة بدون الحصول على مردود واضح. واستكمالاً لهذا الموقف فإن علماء الإحياء والانثروبولوجيا افترضوا أنه من التفاهة والعبث إضاعة الوقت في دراسة الأصول النشوئية للحب أو كيفية تشفيره في مورثاتنا أو بصمه على أدمغتنا. وباختصار فإن العالم الجاد كان يفترض بأن الحب، وخصوصاً الحب الرومانسي، لا وجود له إلا في رؤوس أصحابه لذا فقد تركه لكتاب الرواية والشعراء.
ولكن خلال العقدين الأخيرين أو الثلاثة حدث انعطاف في موقف الكثير من علماء السلوك والانثروبولوجيا، على اختلاف توجهاتهم ومدارسهم الفكرية، من الحب، وأخذت البحوث التي تناولته تتوسع كماً ونوعاً بتسارع غير مسبوق. وبصرف النظر عن الأسباب والمبررات التي أدت إلى ذلك الانعطاف، فإن حدوثه والنقطة التي بلغها لم يتحققا بالسهولة التي تبدو في الظاهر؛ إذ إن الرأي القائل بأن الحب ليس سوى وهم مرتبط بالثقافة السائدة كان يبدو راسخاً منذ زمن بعيد ولا يمكن زعزعته. وعلى وفق هذا الرأي فإن مصدر انفعال الحب يكمن في أن الناس، على مر الأجيال، وقعوا ضحايا الأوهام الزائفة عندما أخذوا ما تسطره الأعمال الأدبية مأخذ الجد. ولكن هل يعني هذا أن الحب ليس سوى وهم زائف التقطناه لأن الأجواء السائدة حولنا تحتفي به؟ بعض المهتمين يعتقدون كذلك ومنهم لورنس كاسلر الذي يعتقد أن الحب ليس جزءاً من الطبيعة البشرية على أي وجه من الوجوه، وإنما الضغوط الاجتماعية والاقتصادية هي التي تدفعنا إلى الاعتقاد بوجوده وبضرورته، ولكنه يلقي بعض الظلال على هذا اليقين قائلا: " وحتى لو كان جزءاً من الطبيعة البشرية، مثل الجريمة والعنف، فإنه ليس بالضرورة أمراً مرغوباً به. "
وسواء كان الحب جزءاً من الطبيعة البشرية أو لا يكون فإن الفرضيتين لا تسهمان في إيصالنا إلى إجابة شافية عن أصل الحب وإنما تقوداننا إلى التساؤل العتيد؛ "أهي البيضة أم الدجاجة؟" أو أيهما جاء قبل الآخر الجنس أم الحب؟ إذا كانت الضرورة التكاثرية هي الغالبة كما يؤكد البعض فإن الجنس على الأرجح هو الذي عبّد الطريق لظهور الحب. ولكن لماذا تم توليد الحب طالما أنه لم تكن تمس الحاجة له، كما يتساءل البعض الآخر، لكي تأخذ عملية التكاثر مجراها ابتداءً؟ ثم ما الذي ساهم في إبقاء ذلك الانفعال الضّاج بتلك المجموعة الغريبة من المحفزات والمشاعر على مدى القرون؟
 فإذا افترضنا أن الحب هو أمر ملفق مختلق ولا يستند وجوده إلى أية أسس عقلانية عملية أو فائدة نفعية فمن المتوقع أن تكون غالبية الناس، الآن، محصنين ضده. ولكن ما أن نلقي نظرة سريعة حولنا حتى ندرك أن عطر الحب يعبق في الأرجاء وأن ألوانه ترفرف في الأجواء كما يقال. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك من يروج للفكرة القائلة إن الحب هو " فنتازيا " مصنّعة ثقافياً، وهم بذلك يحكمون على الحب، كما يرجح البعض، من خلال وجهة نظر طبقية غربية، إذ إن الرومانسية كما يعتقدون لا تنشأ وتترعرع إلا عند توفر الوقت ومستلزمات الرفاهية ووسائلها، أي توفر مستوى اقتصادياً معيناً ورقياً في الفنون ورهافة في الآداب وعندما تغيب هذه وذاك تغيب الرومانسية كذلك، وهذا يعني، بعبارة أخرى أن الفقراء يتزاوجون بينما الارستقراطيون يقعون في الحب !
ولكن دراسة قام بها عالما الانثروبولوجيا ويليم يانكوفياك من جامعة نيفادا وادوارد فيشر من جامعة تولان كشفت لهما عن أدلة على وجود حب رومانسي في 147 من 166 بيئة ثقافية شملتها الدراسة. وهذه النتيجة التي توصلت إليها الدراسة وأيدتها نتائج دراسات لاحقة تنفي، بحسب القائمين عليها، دون أي التباس، الفكرة القائلة بأن الحب هو من اختراع الثقافة الغربية وليس واقعاً إحيائياً. ويدافع يانكوفياك وغيره عن هذا الرأي مؤكدين أن الحب هو ظاهرة كونية وخاصية بشرية كلية تمتد عبر الثقافات والأقوام والمجتمعات. وكون المجتمع الغربي يمتلك موارد تمكنه من التعبير عن الحب بواسطة السكاكر والزهور والبطاقات الملونة وغيرها لا يعني أن الافتقار للموارد ومخرجاتها في مجتمعات أخرى دليل على غياب الحب.
بعض الدارسين لم يأخذوا ابتداء فكرة الاختراع الاجتماعي للحب على مجمل الجد، وكما تعبر عن ذلك هيلين فيشر، عالمة الانثروبولوجيا الإحيائية في جامعة روتجرز حالياً والباحثة المشاركة في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي سابقاً ومؤلفة كتاب Anatomy of Love واسع الانتشار، قائلة: " لم يراودني الشك في أي وقت من الأوقات بأن الحب انفعال أولي أساس، مثل الخوف والغضب والسرور، لدى الإنسان، وكان هذا أمر غاية في الوضوح، ولكن ما كان يحدث، في اعتقادي، هو أن الانثروبولوجيين آثروا في السابق الانشغال بأمور أخرى".
وكان طرح الأسئلة حول طقوس الخطوبة والزواج لدى الجماعات البشرية من الأمور التي كان الانتروبولوجيين منشغلين بعملها في الماضي، ويبدو ذلك الآن مثالاً حياً على البحث عن الحب في غير الأماكن الصحيحة وطرح الأسئلة غير المناسبة عنه. ففي كثير من البيئات الثقافية لا يرافق الحبُ الزواج. إذ إن مراسيم الزفاف يمكن أن يكون فيها من الرومانسية بقدر ما في عملية اندماج شركتين من رومانسية، وقد لا يوقع عقد الزواج ويختم إلا تحقيقاً للمصالح العائلية والقبلية. ولكن حتى حدوث مثل هذه الوقائع لا ينفي وجود الحب في البيئات التي تشهدها، كما يؤكد يانكوفياك، إذ إن نظره عابرة على تراثها المحكي والشعري والغنائي تكفي للتعرف على عمق جذور الحب فيها.
إن كان هناك حقاً استعداد إحيائي للحب، كما أصبح عدد متزايد من العلماء يعتقد، فإن ما يستتبع ذلك هو توقع وجود تنوع في الطرق التي يختارها الناس تعبيراً عن مشاعر الحب من جهة واختلاف الأنماط والأشكال التي يتخذها في حياتهم من جهة أخرى. وقد كان ذلك منطلقاً لجمهرة من الباحثين النفسانيين لكي يتناولوا جوانب الحب تلك بالبحث والدراسة، وفيما يلي إطلالة على ما توصل إليه بعضهم:
وجهة نظر الباحث زيك روبين تقول إن الحب الرومانسي مكون من ثلاثة عناصر هي: التعلق والتعاطف والحميمية، وهو يرى التعلق على أنه الحاجة لنيل الاهتمام والرعاية والقبول والملامسة الجسمية من شخص آخر، أما التعاطف فهو النظر إلى حاجات الآخرين وسعادتهم كما لو كانت حاجات الشخص نفسه وسعادته، وتشير الحميمية إلى مشاركة الأفكار والرغبات والمشاعر بشفافية وأصالة مع شخص آخر. وعلاقات الحب المعبر عنها، على وفق هذا المنظور، تتباين بحسب النسب الممثلة للعناصر الثلاث فيها، فإن كانت نسبة التعلق، في سبيل المثال، هي الأكبر فإن مثل هذه العلاقة لن تستمر طويلا لأنها ستشكل عبئاً على هذا الطرف أو ذاك مما يدفعه إلى التخلي عنها عاجلاً في الغالب، تاركاً الطرف الآخر تتآكله مشاعر القنوط والإحباط والغضب، وفي مثل هذه العلاقة تكون المشاعر مرشحة أحياناً للتحول من الحب إلى الكراهية.
أما الباحثة ايلين هاتفيلد وزملاؤها فيعتقدون بوجود نوعين من الحب الأول هو الحب المفعم بالحنو والتواد love compassionate، والثاني هو الحب المتقد عاطفةً ورغبة love passionate، الأول ينشأ في العادة من مشاعر الفهم المتبادل والاحترام المشترك بين الطرفين، أما الثاني فإنه يتصف بانفعالات مشبوبة وانجذاب حسي طاغ مع تعلق شديد يكتنفه القلق واللهفة. وعندما تكون الانفعالات المشبوبة متبادلة يشعر الطرفان بالابتهاج والجذل والشبع العاطفي والحسي، ولكن عندما لا تكون متبادلة فإن ذلك مدعاة لإثارة مشاعر القنوط والجزع واليأس. وتشير هاتفيلد إلى أن النوع الثاني مؤقت ولا يستمر في العادة أكثر من 30 شهراً.
ويقارن جون لي، في كتابه Colors of Love، بين أشكال الحب وعجلة الألوان التي تتكون، كما هو معروف، من ثلاثة ألوان أساس، وبالمشابهة فإنه يقترح وجود ثلاثة أشكال أولية من الحب هي ؛ الحب العملي وحب الشخص المثال والحب اللعبة. ومن هذه الأشكال الأولية يمكن أن تنتج مختلف الخلطات - الألوان الثانوية. إذ إن خلط الشكل واحد والشكل اثنين، في سبيل المثال، ينتج حباً استحواذياً وسواسياً، وخلط الشكل اثنين والشكل ثلاثة ينتج حباً واقعياً عملياً، وخلط الشكل واحد وثلاثة ينتج حباً أنانياً متمحوراً حول الذات.
وينشئ الباحث روبرت ستيرنبرغ فكرته عن الحب على ما يسميه مثلث الحب - ويبدو أن كل الأفكار هنا تأتي على ثلاث - الذي يفترض فيه وجود ثلاثة مكونات للحب وهي؛ الحميمية والتوق والالتزام، وينتج خلط هذه المكونات أنواع مختلفة من الحب. إذ ينتج خليط الحميمية والالتزام حباً مفعماً بالحنو والتواد، بينما ينتج التوق والحميمية حباً متقداً عاطفةً ورغبة. ويعتقد ستيرنبرغ أن حظ الحب المؤسس على مكونين في الصمود والاستمرار أفضل من الحب المؤسس على مكون واحد.
وقد جاء في بحث نشر في عدد تموز 2010 من مجلة الفسلجة العصبية أن الأشخاص الذين يتحسرون ويعتصرهم الألم الشديد لمدة طويلة على الحبيب المفقود ربما كانوا يعانون من شيء لا يختلف كثيراً عن الآثار الانسحابية للإدمان، وأن هناك أساس إحيائي لتلك المعاناة. إذ أشار القائمون على البحث، في ضوء التجارب التي أجروها، إلى أن التخلص من الآثار التي يحدثها النبذ العاطفي ربما يكون مشابهاً للتخلص من الآثار التي يحدثها الإدمان بأنواعه المختلفة. فقد وجد الباحثون أن الأشخاص ذوي القلوب المحطمة، من الجنسين، عندما تعرض عليهم صور للمحبوب السابق فإن ذلك ينشط مناطق من الدماغ ذات علاقة بعمليات الإثابة والتلهف الإدماني والسيطرة على الانفعالات ومشاعر التعلق والإحساس بالآلام الجسمية والاستجابة للمحن distresses. وفي ضوء ذلك يرجح الباحثون أن تكون للحب الرومانسي جذور نشوئية. وتعقب هيلين فيشر رئيسة فريق البحث قائلة: " الحب الرومانسي هو إدمان، بل هو إدمان طاغ قاهر يمنح شعوراً بالغ الروعة عندما يجري كل شيء على ما يرام ولكنه كريه ورهيب كلياً عندما تسوء الأمور".
على أن هيلين فيشر وفريقها يحتفظون ببعض العزاء للمحطمة قلوبهم، فقد وجدوا أن للوقت تأثيراً شافياً، إذ كلما مضى وقت أطول على بداية هجر الحبيب قلّ تناشط المناطق الدماغية الخاصة بالتعلق. وقد وجدوا أن المناطق الدماغية التي تقوم بتقويم الانفعالات وتنظيمها واتخاذ القرارات بشأنها كانت هي الأخرى تتناشط عندما كان المشاركون في التجارب يشاهدون صور من نبذوهم وهذا يشير، بحسب رأي الباحثين، إلى أنهم يتعلمون من خبراتهم الرومنسية السابقة ويقومون بتقييم العوائد والخسائر ويتوصلون إلى كيفية التعاطي مع الحال التي هم عليها. كما أظهرت النتائج أن التحدث عن تلك الخيبات، بدلاً من مجرد الاستغراق في التأسي، له فائدة شفائية لمن يعاني من مرارة فقدان الحبيب.
ولكن قبل أن ينتبه الباحثون النفسيون والانثروبولوجيون وسواهم للحب فإن المحللين النفسيين والشعراء والروائيين اللامعين كانوا قد انتبهوا له منذ زمن بعيد واكتشفوا أهمية الدور الذي يؤديه الحب في حياة البشر، إلا أن موضوع التحليل النفسي والحب يمكن أن يكون حديثاً ليوم آخر. ولكن ما هو جدير بالانتباه والتنويه هنا هو أن المحللين النفسيين والمبدعين من شعراء وروائيين وتشكيليين توصلوا إلى رؤية متقاربة للحب على الرغم من اختلاف المناهج الفكرية والوسائل المستخدمة من قبل كل مجموعة وأسلوبها في استخلاص الاستنتاجات. ولعله من الملائم، في هذا السياق وعلى سبيل المثال، الاستشهاد بالبصيرة النفاذة لالبرتو مورافيا الذي يكتب في روايته (1938) - ربما علينا فقط تذكر ماذا تعني سنة 1938 لإيطاليا -، ما يأتي:
"ولكن الهاوية الصامتة التي ظهرت أمامي بدت لي في الحال مشؤومة بشكل جنائزي، ذلك لأنها مغرية تماماً. ثم تذكرت ما أخبرني به السيد "كلاميني" حول الفتاة التي ألقت بنفسها فيها وظفيرتها مربوطة فوق عينيها. وكأن إغراءً مشابهاً يهب نحوي صاعداً إلى الأعلى من أعماق الهاوية! ولكنه لم يكن إغراء الانتحار الذي يراود الشخص الذي يحب بدون أمل مثل تلك الفتاة، بل الشخص الذي، على النقيض من ذلك، يخشى أن لا يكون قادراً على الحب. "1

 هامش

1- كنت قد دونت هذه الاستهلالة في أحد دفاتري عند قراءتي الرواية مترجمة إلى العربية منذ زمن بعيد ولا أستطيع الآن تذكر اسم المترجم أو الدار التي نشرت الترجمة، ومكتبتي ليست بمتناولي، لذا أرجو المعذرة من كليهما لإغفالي الإشارة إلى المصدر.




المصدر : مجلة الباحثون العدد 39 أيلول 2010