هل فكرت أنه بإمكانك الاستفادة بشكل أكثر نفعاً من عطلة نهاية الأسبوع، دون المساس بوظيفتك النهارية الاعتيادية؟ دعني أعرض عليك بعض الأفكار التي يمكنك الاستفادة منها وتطويرها وتطبيقها بنفسك.
1- الاتجار في الأشياء المستعملةسواء كنت تعرف أم لا، لكن هناك الكثيرون الذين يريدون التخلص من أشيائهم المستعملة، ولا يحتاج الأمر منك سوى البحث عن بعض المواقع التي توفر مثل هذه الخدمات، وإن لم تكن موجودة فأسس أنت موقع يخدم هذا الغرض، وابحث في المنتديات عمن لديه أشياء لا يريدها (إذا كان المنتدى ليس لديه مثل هذا القسم فاقترح على الإدارة إنشائه)،...
وابدأ البحث عمن هو في حاجة لها. احرص في البداية على بناء سمعة طيبة لك، ولا تتعجل الربح، وابحث عن مصادر تحصل منها على المستعمل، ومصادر تصرف فيها هذا المستعمل، مع تأمين نسبة ربح هامشية لك. بعض المواقع التي تعينك على ذلك موقع سوق souq.com وموقع إعلان ومستعمل وغيرها، وكذلك المنتديات، وبعض أهم الأشياء المستعملة المتداولة هي الهواتف النقالة ومستلزماتها.2- التدريب على استعمال برامج الكمبيوترهل ترى نفسك خبيراً في ويندوز، أم أن محاولاتك لتثبيت لينوكس قد عادت عليك بالخبرة التي يمكنك الآن أن تستغلها في تعليم الآخرين؟ لا تظن الأمر صعباً، فأنا مثلاً اضطررت لتدريب جماعة من خمسة أشخاص أسبان في القنصلية الأسبانية على استعمال برنامج لوتس 123 الشهير باللغة الأسبانية، وكنت أظن الأمر كارثياً في البداية، لكن الأمر استلزم كتاباً يشرح هذا البرنامج، وبعض التجارب وبعض الثقة في النفس. الكابوس الذي يشغل بال جميع من يقومون بالتدريب هو ماذا لو سألهم المتدربين سؤالاً لا يعرفون له إجابة، ودعني أؤكد لك أن الأمر يتكرر ملايين المرات كل يوم حول العالم، وهل تظن فعلاً أن جميع أعضاء التدريس يعرفون كل الإجابات؟ الحل السحري هو أن تجيب أننا لم نصل بعد لهذه النقطة، وأنك ستجيب عن السؤال في حينه، أو أنك لا تريد الحياد عن منهج التدريب. لكن احرص على معرفة الإجابة لهذا السؤال، ومع مرور الوقت ستجد هذه الأسئلة المحرجة تتكرر، وأنك قد أصبحت محترفاً دون أن تدري وبت تعرف الإجابة لكثير من الأسئلة، فقط احرص على الحفاظ على ثقتك بنفسك، وتعرف على سبل جذب انتباه من تحاضرهم، واصبر وتحمل وستكون العواقب جميلة. لا تنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يُسأل عن أشياء لا يعلمها كان لا يتحرج من القول بأنه سينتظر نزول الوحي بالإجابة. تذكر دائماً – قول “لا أعرف” ليس عيباً.
3- الكتابة والترجمةهل لديك خبرة كافية في أي مجال لملء صفحات كتاب متوسط الحجم؟ هل أسلوبك في الكتابة مقبول ولا يشعر قارئك بالتثاؤب وهجوم النوم عليه نتيجة قراءته لما تكتب؟ إذاً أنت مشروع كاتب لامع ينتظر الفرصة ليبزغ نجمه. كان أجدادنا العرب يكتبون المئات من الكتب، وحركة النهضة الإسلامية بدأت من ترجمة أمهات الكتب إلى العربية. إذا كنت ضعيف الأسلوب فلديك الكثيرون من خريجي كليات اللغة العربية والذين سيسعدون لتدقيق كتاباتك في مقابل مالي زهيد، ثم تستطيع بعدها البحث عن أرخص السبل للطباعة –بعد حصولك على التراخيص اللازمة- وتقوم بالطباعة ثم تتولى بنفسك توزيع كتابك في الأسواق. الكثيرون سلكوا هذا السبيل، مثل مؤلفة قصة هاري بوتر التي كانت لتوها نالت الطلاق وتعمل لتعول ابنها، وهي كتبت قصة هاري بوتر الأولى وهي تركب مترو الأنفاق وأثناء استراحات الغذاء، ولم يتوفر لها الورق دائماً للكتابة، فكانت تكتب على ورق المحارم والمناشف، ثم لما انتهت رفضتها قائمة طويلة من دور النشر، حتى رضت بها دور نشر متواضعة في النهاية. إذا لك تكن مُبدعاً يمكنك دائماً ترجمة أمهات الكتب الأجنبية إلى العربية، أو الاتفاق مع المؤلفين لترجمة كتبهم إلى العربية. يمكنك كذلك نشر كتبك الكرتونيًا على شبكة إنترنت. هل تجد صعوبة في القيام بكل هذا؟ زر موقع لولو Lulu.com الذي يوفر لك كل شيء وما عليك سوى تحميل كتابك بصيغة PDF وبدء الدعاية لكتابك في المنتديات وبين الأصدقاء.
4- بيع المشروبات الخفيفة والساخنةلا أعرف عن سبيل تنظيم مثل هذه النشاطات في بلدك، لكن ما أعرفه هو أن نسبة ربح بيع كوب شاي أو قهوة واحد تتراوح ما بين 50% إلى 60%، وعليه كل ما تحتاجه هو تجهيز ماكينة صنع القهوة وسخان مياه لصنع الشاي (ولربما ثلاجة صغيرة لبيع المرطبات) وتستعين بصديق لقضاء يوم في بيع المشروبات في مباراة كرة قدم أو تجمع شبابي في جامعة أو مناسبة أو معرض كتاب. الأمر يحتاج لموافقة الجهات المختصة وهذا أمر ممكن الحدوث، وإذا عرفت السبيل لترتيبه وجرت الأمور على ما يرام فلا تنسى نسبتي من الأرباح. هذا المجال غني باحتمالات النمو الإيجابية ويمكنك منه الدخول لمجالات أكبر وأوسع.
5- تصميم نماذج الفانلاتهل لديك مهارة التصميم الفني؟ هل تعرف أحداً يملك هذه الموهبة؟ كل ما عليك هو العثور على مورد فانلات قطنية ذات جودة طيبة، وتضع تصميمات لا مثيل لها وتطبعها على هذه الفانلات، ثم تبيعها. لنأخذ مثلاً مباراة بين قطبي الدوري العربي، وتضع صورة الهداف العربي المغوار، أو لربما صورة المغني الحالم أو المغنية الطروب، مع الأخذ في الاعتبار مسائل الملكية الفكرية. هل تجد صعوبة في العثور على من يمدك بكل هذه الأشياء؟ زر موقع لولو Lulu.com حيث يوفر لك كل شيء وما عليك سوى تحميل رسوماتك الفنية ليطبعها الموقع على الفانلات وعلى نتائج الحائط وعلى فناجين القهوة والشاي، ثم تنشئ متجرك الإلكتروني وتبيع عبر شبكة إنترنت للأصدقاء. لا تنس أن مشجعي الأبيض والأحمر والأخضر موزعين حول العالم، ولذا فقائمة عملائك لا تنحصر في بلدك وحسب.
6- المدرب الشخصيهل عضلاتك مفتولة؟ هل جسمك متناسق يعرف كيف يحارب ترهلات الدهون؟ يعاني نسبة كبيرة من الشعب العربي من تزايد نسبة الدهون في أجسامهم، ما جعل صناعة إزالة الدهون رائجة للغاية، سواء كان ذلك عن طريق التدريبات الرياضية أو عن طريق العمليات الجراحية. كل ما تحتاجه هو معرفة القواعد الطبية والصحية لتسخين العضلات وأداء التدريبات الرياضية، وبعدها يمكنك أن تذهب إلى أماكن العملاء لكي تتدربا معاً في أماكن عملهم، فإذا كان العميل ليس لديه الوقت ليذهب إلى صالة التدريبات، فليذهب المدرب بنفسه إليه.
7 – مدرب اليوجا وتاي تشيمع تزايد الضغط العصبي اليومي الذي يواجهه الملايين من الطبقة العاملة الكادحة ذوي الياقات البيضاء والزرقاء على حد سواء، زاد معه الطلب على المدربين النفسيين على فن الاسترخاء وفن مواجهة الضغوط العصبية اليومية، ومنها إلى ممارسة رياضات اليوجا والتاي تشي. إذا كنت تملك أعصاباً من حديد لا تلين، وتحب القراءة في علوم الطب النفسي وفنون الاسترخاء وتنشيط القوى الداخلية، فأنت مرشح بشدة لتكون مدرب نفسي على الاسترخاء. ربما ستنظر بعين الاستهزاء والسخرية لهذه الفقرة، لكن نظرة واحدة على أرقام إحصائيات بيع الأدوية المهدئة وأدوية معالجة الاكتئاب النفسي، وأرقام مرضى الانهيار العصبي في عالمنا العربي، وستعرف بعدها أنك تقف أمام كنز صغير.
سُئل هنري فورد مؤسس شركة فورد العالمية للسيارت عما سيفعله إذا خسر كل أمواله وعمله؟ فأجاب: سأفكر في شيء يُمثل لي حاجة أساسية، ولا غنى عنها لكل الناس، بعدها سأعمل على توفير هذا الشيء بسعر أرخص، وبكفاءة أعلى مما يقدمه أي شخص آخر، وفي غضون خمس سنوات سأصبح مليونيرًا من جديد.
في النهاية لا بد وأنك ستسأل، وماذا عن كاتب هذه السطور؟ حسناً، فأنا اخترت الاقتراح الثالث، وبمشيئة الله سأنشر ترجمتي لكتاب فن الحرب خلال بضعة أيام، وسأجمع مقالاتي التي وضعتها هنا في المدونة في كتاب ثان، وأتحرى حالياً عن أرخص السبل لنشر كتابي بنفسي، ولربما حالفني الحظ وعثرت على دور نشر ترعي المبتدئين أمثالي، والآن يأتي دور القارئ، ماذا عنك أنت يا بطل؟ شاركنا بتعليقاتك.
المصدر : http://www.shabayek.com/blog