يتأخر بعضهم في مزاولة العمل ، وبذل الجهد لتحقيق الهدف ؛
متعللًا بانتظار الوقت المناسب ، وتحيّن الفرصة المواتية ،
وهذا الانتظار في أكثره ؛ ما هو إلا حيلة نفسية للتأجيل والتسويف والكسل...
وإلا فقد اتفق العقلاء قاطبة أنّ أول خطوة لتحقيق أي هدف :
هي البدء في تحقيقه فورًا ، وأنك إن انتظرت الوقت المناسب ؛ فإنه لن يأتِ .
الحيلة الثانية : وهم الضحية
يستمتع بعضهم بلعب دور الضحية ، ومن شدة الإعجاب به : يتقنه ،
فيظن أنّ كل ما حوله مستفزٌ للوقوف ضده ،
وكل من حوله همه أن يحد من تقدمه ،
فيرى الناس مجرد أقنعة تخفي من خلفها وجه الجلاد الذي يلاحقه ،
وما علم أنه إن صح في موقف أنه ضحية ؛
فيستحيل أن يكون كذلك على الدوام ،
وأنّ الضحية قد تموت وقد تنجو وقد تصبح جلادًا في حين من الدهر لاحقًا ،
وكل ما عليه : أن يبحث عن مخرج .
الحيلة الثالثة : استحلاب الماضي
فيظن أنّ كل ما حوله مستفزٌ للوقوف ضده ،
وكل من حوله همه أن يحد من تقدمه ،
فيرى الناس مجرد أقنعة تخفي من خلفها وجه الجلاد الذي يلاحقه ،
وما علم أنه إن صح في موقف أنه ضحية ؛
فيستحيل أن يكون كذلك على الدوام ،
وأنّ الضحية قد تموت وقد تنجو وقد تصبح جلادًا في حين من الدهر لاحقًا ،
وكل ما عليه : أن يبحث عن مخرج .
الحيلة الثالثة : استحلاب الماضي
بعض الناس يصيبه العطش من أحداث الحاضر فيستحلب الماضي ليشرب ،
وكلٌ على ماضيه يروي ويرتوي ، فمن كان ماضيه ربيعًا وحاضره قاعًا صفصفًا :
بدأ يعزف على أنغام الصبا ،
وألحان الإنجاز ومن كان حاضره خاويًا وماضيه تعيسًا :
بدأ يُسمِعك بعض الموشحات الحزينة وكأنك في مأتم ،
والعاقل يعلم أن ما مضى فات ، وما حواه قد مات ،
وأن مهمته استغلال حاضره واستثمار مستقبله وعلى الله قصد السبيل
وكلٌ على ماضيه يروي ويرتوي ، فمن كان ماضيه ربيعًا وحاضره قاعًا صفصفًا :
بدأ يعزف على أنغام الصبا ،
وألحان الإنجاز ومن كان حاضره خاويًا وماضيه تعيسًا :
بدأ يُسمِعك بعض الموشحات الحزينة وكأنك في مأتم ،
والعاقل يعلم أن ما مضى فات ، وما حواه قد مات ،
وأن مهمته استغلال حاضره واستثمار مستقبله وعلى الله قصد السبيل
الحيلة الرابعة : الآمال الخادعة
بعض الناس تتضخم عنده المواهب ،
فيتحير أيها يسلك لينير دروبًا مظلمة في سبيل النجاح ،
ونظرًا لكثرة رغباته وتعدد شهواته : يحلم بأنه سيصبح منارة يهتدي بها السائرون ،
وعلامة يستدل بها التائهون ،
وفي النهاية ينتظر أمله الموعود يتحقق من تلقاء نفسه وهيهات أن يفعل ،
وهذا الكلام ينطبق على كل من كان أسيرًا للأمل دون أن يترجمه بعمل .
الحيلة الخامسة : إسقاط العيوب
الاعتراف بالنقص والتقصير : عملية صعبة على النفس البشرية ؛
لذا تجدها تبدع في التسويغ واختراع المعاذير ، وأكثر الناس تسويغًا للأخطاء :
هم المثقفون ، وحيث أنّ موقف المخطئ والفاشل ضعيف ؛
فإنه يتعلق بأي قشة : ليعلق عليها عذرًا يكفل له تسويغًا يسكن إليه ،
فالعين والسحر والحسد قوالب جاهزة لا تحتاج إلى كثير عناء لنضع فيها كل ما عجزنا عن تحقيقه أو أخفقنا في الوصول إليه ،
والعاقل الشجاع إن لم يعترف بحقيقة الخطأ ؛
فلا أقل من أن يلتزم الصمت ، فالصمت لا يسمعه الناس !!.
الحيلة السادسة : وهم الأهمية
فيتحير أيها يسلك لينير دروبًا مظلمة في سبيل النجاح ،
ونظرًا لكثرة رغباته وتعدد شهواته : يحلم بأنه سيصبح منارة يهتدي بها السائرون ،
وعلامة يستدل بها التائهون ،
وفي النهاية ينتظر أمله الموعود يتحقق من تلقاء نفسه وهيهات أن يفعل ،
وهذا الكلام ينطبق على كل من كان أسيرًا للأمل دون أن يترجمه بعمل .
الحيلة الخامسة : إسقاط العيوب
الاعتراف بالنقص والتقصير : عملية صعبة على النفس البشرية ؛
لذا تجدها تبدع في التسويغ واختراع المعاذير ، وأكثر الناس تسويغًا للأخطاء :
هم المثقفون ، وحيث أنّ موقف المخطئ والفاشل ضعيف ؛
فإنه يتعلق بأي قشة : ليعلق عليها عذرًا يكفل له تسويغًا يسكن إليه ،
فالعين والسحر والحسد قوالب جاهزة لا تحتاج إلى كثير عناء لنضع فيها كل ما عجزنا عن تحقيقه أو أخفقنا في الوصول إليه ،
والعاقل الشجاع إن لم يعترف بحقيقة الخطأ ؛
فلا أقل من أن يلتزم الصمت ، فالصمت لا يسمعه الناس !!.
الحيلة السادسة : وهم الأهمية
بعض الناس يتصور أنه محور اهتمام من يعرفه ؛
يصبحون ويمسون على أخباره وأحاديثه ،
فيظن أنهم مهتمون به وبجميع أموره ،
فيتصور أنهم يقفون على قدم واحدة ينتظرون تصرف منه يصدر أو عبارة من فيه تقطر ،
فيعيش في وهم يسد نقصه من خلاله ويتعب نفسه في آن معًا ،
وما علم المسكين أن كل إنسان يرى نفسه محور كونه ،
وما الاهتمام الذي يلقيه أحدهم على غيره إلا فتات ،
وهذا الفتات يعود في حقيقته إلى اهتمامٍ بالذات والعاقل خصيم نفسه يراقبها دون ما سواها .
الحيلة السابعة : لفت الانتباه
حب البروز والتميز : حاجة نفسية ، وما نراه من أشكال مقززة في بعض الموضات الشبابية :
ما هي إلا تعبير عن هذه الحاجة ،
وبعض الناس يعمل أعمالًا يصور للآخرين -ولنفسه أحيانًا- أنه يريد منها أمرًا نبيلًا ،
وحين يفحص مقصده بمنظار الموضوعية : يجد الحقيقة بدون أصباغ ،
والغاية بيّنة دون قناع ، وكأنه يحمل بوقًا ينفخ فيه قائلًا : هـَأنذا ،
لذا كان مما يتواصى به العقلاء دائمًا
لا تضع الناس بينك وبين تصرفاتك ، واجعل دافعك منك وفيك .
الحيلة الثامنة : الغيرة النقدية
يبدع بعضهم في استخراج النواقص ، ويستمتع في اكتشاف العيوب ،
وهو في هذا يترجم أمرين معًا دون أن يشعر ،
فهو يقلل من غيره ويتكثر من نفسه ، وهذه الغيرة النقدية :
ليست محمودة فهي تشير إلى نقص يسكن الإنسان يسده من خلال إبراز نقص الآخرين ،
وهو مع هذا يغلف هذه الغيرة بغلاف جميل اسمه :
النقد الهادف ، والعقلاء يعرفون أن ثمة فروق بين من ينصح ليبني ، ومن ينقد ليهدم .
الحيلة التاسعة : من يعلق الجرس
حين تسأله عن مشكلته يشخصها لك بشكل دقيق وإذا سألته عن إمكانياته يصفها لك بشكل عميق ،
وحين تستفهم عن متى يعمل ويباشر الحل :
تجده يقلب يمنة ويسرة في دفتر الأعذار ويفتش في صندوق العقبات :
من أجل أن يقنعك أنه يود ذلك ولكن ثمة ما يمنعه ،
وهو ينتظر من يعلق له الجرس ليكمل الخطى ويواصل المسير ،
ومما تواصى به العقلاء أن الجلد لن يحكه مثل الظفر ،
فدافعك منك وفيك وإلا ستتوقف حتمًا .
الحيلة العاشرة : التواضع المذموم
يصبحون ويمسون على أخباره وأحاديثه ،
فيظن أنهم مهتمون به وبجميع أموره ،
فيتصور أنهم يقفون على قدم واحدة ينتظرون تصرف منه يصدر أو عبارة من فيه تقطر ،
فيعيش في وهم يسد نقصه من خلاله ويتعب نفسه في آن معًا ،
وما علم المسكين أن كل إنسان يرى نفسه محور كونه ،
وما الاهتمام الذي يلقيه أحدهم على غيره إلا فتات ،
وهذا الفتات يعود في حقيقته إلى اهتمامٍ بالذات والعاقل خصيم نفسه يراقبها دون ما سواها .
الحيلة السابعة : لفت الانتباه
حب البروز والتميز : حاجة نفسية ، وما نراه من أشكال مقززة في بعض الموضات الشبابية :
ما هي إلا تعبير عن هذه الحاجة ،
وبعض الناس يعمل أعمالًا يصور للآخرين -ولنفسه أحيانًا- أنه يريد منها أمرًا نبيلًا ،
وحين يفحص مقصده بمنظار الموضوعية : يجد الحقيقة بدون أصباغ ،
والغاية بيّنة دون قناع ، وكأنه يحمل بوقًا ينفخ فيه قائلًا : هـَأنذا ،
لذا كان مما يتواصى به العقلاء دائمًا
لا تضع الناس بينك وبين تصرفاتك ، واجعل دافعك منك وفيك .
الحيلة الثامنة : الغيرة النقدية
يبدع بعضهم في استخراج النواقص ، ويستمتع في اكتشاف العيوب ،
وهو في هذا يترجم أمرين معًا دون أن يشعر ،
فهو يقلل من غيره ويتكثر من نفسه ، وهذه الغيرة النقدية :
ليست محمودة فهي تشير إلى نقص يسكن الإنسان يسده من خلال إبراز نقص الآخرين ،
وهو مع هذا يغلف هذه الغيرة بغلاف جميل اسمه :
النقد الهادف ، والعقلاء يعرفون أن ثمة فروق بين من ينصح ليبني ، ومن ينقد ليهدم .
الحيلة التاسعة : من يعلق الجرس
حين تسأله عن مشكلته يشخصها لك بشكل دقيق وإذا سألته عن إمكانياته يصفها لك بشكل عميق ،
وحين تستفهم عن متى يعمل ويباشر الحل :
تجده يقلب يمنة ويسرة في دفتر الأعذار ويفتش في صندوق العقبات :
من أجل أن يقنعك أنه يود ذلك ولكن ثمة ما يمنعه ،
وهو ينتظر من يعلق له الجرس ليكمل الخطى ويواصل المسير ،
ومما تواصى به العقلاء أن الجلد لن يحكه مثل الظفر ،
فدافعك منك وفيك وإلا ستتوقف حتمًا .
الحيلة العاشرة : التواضع المذموم
حين تطلب منه عملًا : يقول لك لا أعرف ، وحين توكل إليه القيام بمهمة,
يتهرب منها وحين تواجهه وتناقشه : يخبرك بكل جرأة أنه أقل من أن يقوم بمثل هذه الأعمال ،
وأنّ قدراته ضعيفة ، ولو كان هذا الحكم بعد تجربة وجهد لكان مقبولًا ،
ولكنها لافتات جاهزة يرفعها في وجه كل من سأله بذلًا أو عملًا أو غير ذلك
وما هذا إلا كسل تم تغليفه بغلاف تواضع والعقلاء يعرفون في كل زمان ومكان :
أن قدرات الإنسان تتوالد من خلال العمل .
يتهرب منها وحين تواجهه وتناقشه : يخبرك بكل جرأة أنه أقل من أن يقوم بمثل هذه الأعمال ،
وأنّ قدراته ضعيفة ، ولو كان هذا الحكم بعد تجربة وجهد لكان مقبولًا ،
ولكنها لافتات جاهزة يرفعها في وجه كل من سأله بذلًا أو عملًا أو غير ذلك
وما هذا إلا كسل تم تغليفه بغلاف تواضع والعقلاء يعرفون في كل زمان ومكان :
أن قدرات الإنسان تتوالد من خلال العمل .