كيف تقوم بالأختيار الصحيح ؟




الحياة مليئة بالخيارات الصعبة، و كلما زادت الخيارات امامنا، كلما زادت صعوبة الحصول على الإختيار الأفضل.
ما هي العوامل التي  يجب أن تٌأخذ في الاعتبار عند الإختيار؟
بعض القرارات الأكثر تحديا فى مواجهة الشخص في حياته ينطوي على معضلة أخلاقية. الأخلاق مصطلح معقد يصعب تحديده. ببساطة أكثر، القرار الأخلاقي هو الذى يمكن أن ​​يساعدك والآخرين فى نفس الوقت. لا توجد صيغة محددة لاتخاذ قرار أخلاقي، ولكن هناك عوامل مختلفة هى التي غالبا ما يكون لها التأثير في الخيارات التى يتخذها الشخص.
الدين :
الدين هو عامل مهم في اتخاذ القرارات الأخلاقية. بالنسبة للأشخاص المتدنيه، الإيمان هو من أكبر العوامل في مساعدتهم من خلال اى معضلة أخلاقية. واحدة من الأشياء الهامه التى يفعلها الدين هو انه يحدد لأتباعه كيف ينبغي أن يعيشوا في هذا العالم. المؤمنين في كل الأديان تعلموا أن الله يراقبهم في جميع الأوقات، لذلك هم بحاجة إلى اتخاذ القرار الصحيح مهما كان. و فى المواقف الصعبة يتجهوا الى الله بالدعاء ليبين لهم ما يفترض منهم القيام به ليختاروا الإختيار الصحيح.الشخص المتدين بحق يتمسك بالإختيار الصحيح الذى لا يغضب الله اولا قبل كل شىء.
المجتمع :
المجتمع الذى تعيش فيه وتتفاعل معه له تأثير كبير على الطريقة التي تصنع بها القرارات عند الاختيار. غالبا ما يكون هناك ضغط في معظم المجتمعات "لفعل الشيء الصحيح" عندما تكون في معضله أخلاقية. وهذا يعني عادة يقوم الفرد بالعمل الذى من شأنه أن يفضل مصلحه الجميع على نفسه. عندما يكون الفرد وحده بعيدا عن ذلك الضغط، فانه في بعض الأحيان يكون أكثر عرضة للقيام بأشياء سوف يستفيد منها وحده و يفضل نفسه بينما يضر الآخرين. وبالمثل، إذا كانت التأثيرات الاجتماعية الخاصة بك لا تهتم بمساعدة الآخرين، فإنك سوف تكون أقل اهتماما بالتفكير في تأثيرقرارك على الآخرين. لتلخيص ذلك، فإن ثقافتك والناس في محيطك المباشر يمكن أن تؤثر عليك في اتخاذ القرارات عند الإختيار.
 أخلاقيات العمل :
في مكان العمل، أخلاقيات الشخص تتشكل اعتمادا على المعايير والضغوط التي توضع عليه من اصحاب العمل. على سبيل المثال، بعض الأعمال التجارية التي تريد ان تكون رابحة تقوم بذلك على حساب المستهلكين. وهذا قد يتعارض مع رسالة المجتمع "فعل الشيء الصحيح." قد تشجع الشركات موظفيها على العمل بطريقة معينة، والعاملين في الشركة من المرجح أن يتعاونوا معها إذا كانوا يرغبوا في الاحتفاظ بعملهم.
روح الجماعه :
وهى تصف الطريقة التي يرى بها مجتمع ما العالم. كل عامل من العوامل الثلاثة السابقة تشكل روح الجماعه داخلك، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في أنها كذلك، مثل التعليم وكيف تربيت فى اسرتك. روح الجماعه الخاص بك هو رأيك الخاص، وهذا يعني أن كل شخص لديه نظرة فريدة من نوعها. إذا كان شخصين ينظران للعالم بشكل مختلف، فان الاستنتاجات ستأتى مختلفة حول ما يجب القيام به في موقف معين. على سبيل المثال، إذا كان الشخص لديه وجهة نظر عالمية عن قيم العمل الجاد و التركيز على النجاح الشخصى، انه قد لا يرغب في مساعدة شخص بلا مأوى ويطلب منه هو ان يعمل ويجد ليجد المأوى. وعلى العكس، الشخص الذي نشأ لمساعدة من هم في حاجة للمساعدة سيهرع لمساعده الشخص الذى بلا مأوى ويشعر ان هذا واجبه كشخص قادر. كلا الجانبين سوف يعتقدا أنهما اتخاذا القرار الصحيح، ولكن بسبب روح الجماعه المختلفه جاءوا باستنتاجات مختلفة انعكست على مواقفهم المختلفه.
خطوات الإختيار الصحيح :
فكر في ما تقوم به، قبل أن تفعله :
كما يحدث، العقل لدينا هو ثنائي إلى حد ما. فإنه يمكن أن يتفاعل بسرعة كبيرة عند ما يتعامل مع اثنين من الخيارات، خصوصا عندما يكون احدهما أفضل بشكل واضح. هل أقف هنا و اغرق مع ارتفاع منسوب المياه أو اقفز على تلك الصخرة العاليه واكون آمن؟ طبعا الاختيار هنا سهل وواضح.طبعا ستقفز على الصخره العاليه حتى لا تغرق.
عندما يكون هناك المزيد من الخيارات، المتشابهه امامنا نحتار ونتوقف. اذا كان الاختيار بين القفز على الصخور أو تسلق شجرة لتحتمى من المياه, نحن لا نعرف ما هو الأنسب بصوره واضحه على نحو أفضل، ويٌظهر البحث أن معظم الناس ترتبك و لن تختار اى شيء عندما تواجه مع عدة خيارات جيدة على حد سواء.
سواء كان الإختيار يتعلق بمشكلة شخصية او شىء متعلق بالعمل، لا تفعل أي شيء باندفاع دون التفكير في النتائج، والتخطيط لكيف ستفعل ما هو مطلوب. بعض العواقب يمكن أن تكون شديدة، ولكن في بعض الأحيان الأمر يستحق ذلك، وهذا ما عليك أن تقرره لنفسك. يمكن للممارسة، والخبرة، ان تساعدنا على اتخاذ هذه القرارات و لحسن الحظ أننا لا نواجه عادة ، باختيار فورى بين الموت والحياه – دائما ما يكون لدينا متسع من الوقت لنفكر وندرس ونحلل لنتخذ القرار بالإختيار.
تعمق فى الايجابيات والسلبيات :
الطريقه القديمة هى عند الإختيار هو صنع لائحة بالإيجابيات والسلبيات. ضع كل منهما فى عمودين متواجهين على قطعة من الورق وأكتب كل الأشياء الإيجابية التي ستأتي من عملية الاختيار في عمود , وجميع الأمور السلبية في الآخر. في نهاية المطاف، الجانب الأكثر هو الذى يفوز.
ولكن هذه الاستراتيجية لا تأخذ في الاعتبار الوزن المختلف لكل نقطه إيجابية أو سلبية. فقد تكون الميزات اكثر لكنها من الناحيه الأخلاقيه قد تسبب اذى للآخرين, او تسىء لسمعتك او على مرور الوقت تؤدى الى نتائج سيئه. يجب ان تكون هذه القائمه واضحه وتوضح المزايا وما تعنيه لك و لغيرك والعيوب و مدى امكانيه تعديلها لتكون الأفضل. يجب تحليل الإيجابيات و السلبيات ومعرفه وقعها و تأثيرها على الفائده المرجوه.
لا تفرط في التفكير فى الصغائر:
لا تكون عصبي عند الاختيار بين الأشياء الصغيرة، التي تتطلب قرارات صغيرة، و التي لا تؤثر على حياتك كثيرا. يجب أن تعرف ما هو مهم بما فيه الكفاية ليستحق منك التفكير جيدا حوله. الإفراط في التفكير يسبب الإجهاد و الضغط العصبى، وهو أمر سيء للغاية عند الإختيار فلا تهدر طاقتك على صغائر الأمور.
ادرس و حلل النتائج :
عند اتخاذ قرار الاختيار، يتطلب اتخاذ بعض الوقت للنظر في النتيجة التي تتوقعها. النظر في كل خيار يستدعى طرح الأسئلة التالية:
  •  ما هي النتيجة المحتملة لهذا الاختيار؟
  •  ما هي النتائج التى من غير المرجح الحصول عليها؟
  •  ما هي النتائج المحتملة لعدم اختيار هذا القرار؟
  •  ماذا ستكون النتيجة لو اخترت العكس تماما؟
التفكير من حيث النتائج على المدى البعيد - وتوسيع نطاق تفكيرك ليشمل النتائج السلبية - يمكن أن تساعدك على العثور على الوضوح والاتجاه اثناء مواجهه قرار كبير.
اسأل لماذا - خمس مرات :
بسؤالك لماذا فشلت فى شيء، مرارا وتكرارا، سيجعلك تتعمق اكثر وتحصل في نهاية المطاف إلى السبب الجذري الذى ادى الى الفشل.
على الرغم من أن  السؤال بـ لماذا وضع كأسلوب لحل المشاكل، الا انه بالإجابه عليه ستتعرف على خمسه أسباب تساعدك على تحديد ما إذا كان الاختيار الذى تفكر فيه يتماشى مع قيمك و مبادئك الأساسية ام لا. على سبيل المثال:
لماذا ينبغي لي أن أقبل هذا المنصب؟ لإنه يدفع بشكل جيد ويقدم لي فرصة للنمو. لماذايهمك ذلك ؟ لأنني أريد  بناء مستقبل مهني وليس مجرد سلسلة من وظائف لا معنى لها. لماذا؟ لأنني أريد ان يكون لحياتى معنى. لماذا؟ حتى يمكنني أن أكون سعيدا.لماذا؟ لأن هذه هى اهم ما في الحياة.
لاحظ أنك في بعض الأحيان تغير كيف كنت تسأل "لماذا" لتحافظ على الأسئلة مركزه داخل ما تريد ان تقرر بشأنه وهو قبول الوظيفه بدلا من التشتت إلى عوامل خارجية لا صلة لها بالموضوع. لن يفيدك السؤال "لماذا تدفع هذه الوظيفة بشكل جيد وتقدم لك فرصة للنمو" لان المهم هو أنها تفعل ذلك، و ليس لماذا تفعل ذلك لا يفرق معك.
ثق فى نفسك و احساسك الداخلى :
استمع الى احساسك الداخلى، وانت تفكر فى أي قرار كبير وحاسم. يجب ان تكون لديك ثقة في نفسك وحدسك الداخلى . أنت الشخص الوحيد الذي يمكن أن تثق انه يريد الأفضل بالنسبة لك, هو أنت نفسك. الاستماع إلى الحدس، هو محاولة للاستماع إلى ما نشعر به بعمق داخلنا. عندما يكون علينا الاختيار، يجب أن نحاول أن نكون على يقظة من المشاعر والأحاسيس التي تحدثها الخيارات المختلفة داخلنا, هل هو شعور بالارتياح أم بالضيق؟ الخفة أو الثقل؟...
تظهر الأبحاث أن الاشخاص الذين يتخذوا القرارات بسرعة، حتى عندما يفتقروا إلى المعلومات، يميلوا إلى أن يكونوا أكثر ارتياحا مع قراراتهم, من الناس الذين يجرون البحوث و يزنوا خياراتهم بعناية. بعض من هذا الفرق هو ببساطة في وجود مستوى أدنى من الإجهاد عند اتخاذ القرار ، والذى الكثير منه يأتي من الطريقة التى يعمل بها العقل.
فائده الإستماع للحدس انه يعطيك الثقة في تقديرك. أنه يساعدك على الحكم على ما إذا كان هذا الشخص أو هذه الفرصة هى الاصح بالنسبة لك.. حتى لو أن ذلك لا يبدو كذلك على الورق. شعورك بالراحه لاتخاذك قرار معين هو حدسك الذى يهمس لك بان القرار سليم. لكن ليس معنى ذلك ان تهمل باقى الخطوات فكلها تكمل الطريق الى الاختيار السليم.
الاختيار هو لك :
مهما كانت الطريقه التى تستخدمها فى عملية التوصل إلى قرار، رضائك عن  القرار تعتمد إلى حد كبير على ما إذا كنت معترفا بانك صاحب القرار و تملك اختياراتك. إذا شعرت انك مضطر إلى خيار او انك لست مسيطرا على الأوضاع، ستجد حتى النتائج الإيجابية ستصبح ملونة سلبا. من ناحية أخرى، اذا تحملت المسؤولية الكاملة عن اختياراتك  حتى ان فشلت اختياراتك ستشعر وكأنها نجاح - لانك تعرف أنك فعلت افضل ما لديك وستكون اكتسبت خبرة قيمة للمره القادمه تمكنك من تجنب الخطأ فى اتخاذ القرار بالإختيار .الأهم تتجنب القرارات المتهوره. لا تقرر شىء وانت ثائر المشاعر ، انتظر عده أيام لتتأكد من ما تريد، وانتظر حتى تهدأ قبل اتخاذ القرار النهائي وتحسن الإختيار.
المصدر: د. نبيهه جابر