ابتسم وكن صاحب دعابة:
إن الابتسامة وروح الدعابة والمرح تجعل الناس يبحثون عنك ويسألون عنك ليتصلوا هم بك وليستأنسوا بالحديث معك.
ـ يقول فرانكلين بتجر: 'إنه وجد منذ زمن مضى أن الرجل المبتسم أهل للترحيب في كل مكان'.
ـ ولأهل الصين حكمة: 'إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا'...
ـ ويقول مدير إحدى شركات المطاط الكبرى: 'إن الرجل قلما ينجح في عمله ما لم يقبل عليه بروح الدعابة والمرح'.
ـ ويقول ديل كارنجي عن الابتسامة: 'إنها لا تكلف شيئًا ولكنها تعود بالخير الكثير, إنها تُغنِي أولئك الذين يأخذون ولا تُفقِر أولئك الذين يمنحون، إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر, لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر، إنها راحة للتعب، وشعاع الأمل للبائس وأجمل العزاء للمحزون'.
ـ هل فهمت الآن لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'وتبسمك في وجه أخيك صدقة', وقال أيضًا: 'لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق'؟!
هل أدركت الآن لماذا كان يداعب الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه؟!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: 'إني لا أقول إلا حقًا'.
وإنما نعني بذلك الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق النفس, التي تقول لك عن صاحبها: 'إني أحبك.. إنك تمنحني السعادة.. إني سعيد برؤيتك'.
ـ كان عليّ حتى أتخرج من الكلية أن آخذ ما يسمونه بالتربية العسكرية, وهو نشاط لمدة أسبوعين نتعلم فيه الوقوف في طوابير المشاة, ونأخذ بعض المحاضرات العسكرية، وصادف أن يكون معي في هذا النشاط أخ ملتزم بالسُّنة, فكنا نحن الملتزميْن بالسنة في حوالي ستين شابًا. كان هذا الأخ وبكل أسف يسيء التعامل مع الناس ويصيح أحيانًا في وجوههم ويعقد عليهم أمور دينهم، بينما كنت من جهتي على العكس تمامًا دائم الابتسام، أداعب الناس وأمازحهم, فكان مما لاحظته في تلك الأثناء أن الناس كانت تفر من هذا الأخ بينما أجدهم يبحثون عني، وبينما كان الناس يهربون من هذا الأخ وهو يريد أن يحدثهم في الدين، وكانوا يلجئون إليّ ويطلبون مني أن أحدثهم عن الدين.
ولا أنسى اليوم الذي جئت فيه إلى طابور الصباح متأخرًا، وكنت مسئولاً عن فقرة الحديث الشريف في الإذاعة الصباحية، فأتيت تحديدًا على ميعاد قول الحديث, فابتسمت في وجه الضابط واستأذنته في الدخول لقول الحديث فأذن لي.
وفي أثناء اليوم قال لي: 'إنك تذكّرني بروح الإسلام, وحينما أتيت متأخرًا كان المفروض أن أعاقبك, لكنني حين وجدت هذه الابتسامة الجميلة على وجهك عفوت عنك، وأذنت لك بقول الحديث'.
القاعدة الثامنة: احفظ الاسم جيدًا ونادِه بأحب الأسماء إليه:
يقول الأستاذ عباس السيسي:
'حفظ الأسماء عامل مهم ومؤشر, وبدونه لا يحدث التحام ولا تتولد ثقة بين الأفراد, فهو أول خيط يربط بين القلوب، إنه الخيط الذي يجمع بين حبات العقد, وبه يمكن بسطها إذا انفصلت أو تفرقت، وكل إنسان يحب أن ينادَى باسمه بل بأحب الأسماء إليه'.
ـ ويقول ديل كارنجي: 'إننا نقضي نصف الوقت الذي نتعرف فيه على الغريب نتبادل بضع كلمات جوفاء, ثم لا نستطيع حتى أن نذكر اسمه عندما يحيينا لينصرف. إن من أهم الدروس التي يتلقاها السياسي هذا الدرس: 'إن تذكر اسم أحد الناخبين هو نصف الطريق إلى نباهة الذكر، أما نسيانه فهو نصف الطريق إلى الخيبة والإخفاق'.
ـ وكان نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وابن عم نابليون العظيم يباهي بأنه على الرغم من واجبات الملك الملقاة على عاتقة يستطيع أن يذكر اسم كل شخص التقى به.
ـ يقول د/ عبد الله الخاطر: 'الناس يحبون أن ينادَوا بأحب الأسماء إليهم: يا محمد.. يا فلان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم حتى الأطفال الصغار كان يكنيهم أحيانًا يقول: 'يا أبا عمير ماذا فعل النغير'؟
وأبو عمير هذا طفل صغير، ويرجع بعض المحللين نجاح بعض القادة من الرؤساء وغيرهم إلى أنهم كانوا يحفظون أسماء الناس أحيانًا.
ـ ذهبت أنا وصديق لي لزيارة صديق لنا في الجامعة اسمه أحمد، وبينما نحن جلوس ناداه صديقي الأول فقال له: يا أحمد: فأجابه: إنني أعتز بالذي يناديني باسم أحمد كثيرًا، فإن أهلي وأصدقائي لا ينادونني بهذا الاسم، ولذا فأنا أعتز كثيرًا بمن يناديني بهذا الاسم.
ـ وإليك هذه الخطوات التي تساعدك على حفظ أسماء الناس:
1. لا بد أن يكون عندك حرص ورغبة على حفظ الأسماء.
2. عندما يبدأ التعارف كن يقظًا، استقبل قلبك وفعلك لاستقبال الاسم ثم تابعه في الذاكرة حتى يثبت.
3. كرر هذا الاسم أثناء اللقاء كثيرًا؛ بأن تنادي الشخص به حتى يتم تثبيته في الذاكرة.
4. عند التعارف من الضروري أن تركز على صورة وهيئة من تتعرف عليه؛ هل له لحية؟! هل يلبس نظارة؟!! لونه.. صوته.. ثم وظيفته.. والمناسبة التي فيها اللقاء.
5. أن تتذكر حين تلقاه كل ما سبق ثم المناسبة والمكان الذي لقيته به أول مرة, وهذا يساعدك على سرعة مناداته باسمه.
القاعدة التاسعة: تهادوا تحابوا:
روى الإمام الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'تهادوا تحابوا؛ فإن الهدية تذهب وحر الصدور' أي تذهب وسواسه وحقده وغشه وبغضه للآخرين.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'تهادوا تحابوا'.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها، وكان يدعو إلى قبولها ويرغّب فيها.
ـ وللهدية أهمية كبيرة في جذب غير المسلمين إلى الدين الإسلامي, كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية حينما أعطاه وادييْن من إبل وغنم، فأسلم صفوان وحسن إسلامه.
ثم سخّر كل ما يملك لخدمة الإسلام. عن صفوان بن أمية قال: 'لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إليّ, فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ'.
ـ والهدية من أقوى الوسائل لترابط القلوب وتآلفها، ولقد كان لي أخ يحرص على إعطاء الهدايا للناس أيما حرص، ويوصيني بذلك خصوصًا مع من أدعوهم إلى الله, بل وكان يضغط عليّ لأعطي بعض أصدقائي من الهدايا حتى جربت ذلك وأعطيت صديقًا لي هدية فوجدت هذا الأثر النفسي الرائع الذي طبعته الهدية, ومن يومها شعرت بقيمة الهدية.
ـ هذا, ويستحب لك أيها الأخ أن تختار الوقت المناسب للهدية، وقد تستغل بعض المناسبات لإعطاء الهدية مثل الزواج والشفاء من المرض والرجوع من السفر والنجاح في الامتحانات، كذلك عليك أن تختار الهدية المناسبة لكل شخص، فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، وهدية الغني تختلف عن هدية الفقير، وهدية العالم تختلف عن هدية الجاهل، ولا تنسَ وأنت تقدم الهدية أن تقدمها بنفس طيبة ووجه طلق.