هل؟
1- حاولت كسب ثقة ابنتك في مرحلة المراهقة؟
- نعم - لا
2- استطعت بشتى الوسائل كسب ثقة ابنتك؟
- نعم - لا
3- قمت يومًا ما باستشارة طبيبة نفسية أو مختصة اجتماعية بأمر يخص بناتك؟
- نعم - لا
- أحيانًا
4- تأثرت الأجيال بتغيرات الزمن؟
5- تعتقدين أن تربية البنات عبء ثقيل؟
- نعم - لا - أحيانًا
6- تمنحك ابنتك لقب الأم المثالية؟
- نعم - لا - لا أدري
أيتها الأم:
باستطاعتك – أيتها الأم – أن تكوني صديقة حقيقية لابنتك في جميع مراحلها الحياتية دون الانشغال عنها، فإن لتلك الثقة أثرًا واضحًا في شعور الطرفين بالانسجام والمودة، الأمر الذي يجعل منك نموذجًا يحتذى به، فأنت بحق قد نجحت ووفقك الله في تربية ابنتك فلم لا تتعرفين على صديقات بناتك وتعملين على تنسيق الزيارات بينهن، وبذلك تكسبين ثقة الجميع وتقصرين المسافات عليك وتضمنين لأسرتك عشًا هادئًا وسعادة ودفئاُ دائمًا.
إحصائية هامة:
عند إجراء بعض القاءات مع الأمهات وُجد أن بعضهن ممن لم يوفقن في كسب ود وثقة بناتهن قد قمن بالاستعانة بخبرات الأخريات لإنارة الطريق وتحقيق نجاحات معقولة في سبيل فهم احتياجات بناتهن النفسية والعاطفية، بينما هناك فئة قليلة من الأمهات قمن بالذهاب إلى المختصة الاجتماعية أو النفسية أو الطبيبة النفسية من أجل تقرير مصير بناتهن في بعض الأمور الأمور الخاصة.
كما أن الأمهات اللاتي قد تزوجن في سن مبكرة ما بين (17- 20 عامًا) كان من الصعب عليهن كسب ثقة بناتهن في سن المراهقة بعد عدة محاولات قمن بها، ولم تجد الذي أفقد الأم الشابة القدرة على كسب صداقة ابنتها. هذا بالرغم من أن هذه هناك ثمة تقارب فكري وعقلي بين جيل هؤلاء الأمهات وبناتهن، بل وقد يكون تقارب عمر الأم والابنة سبب في وضع حجر عثرة في طريق التقارب بينهما في بعض الظروف الخاصة التي تتزوج فيها الفتاة وتنجب في سن مبكرة، فهل تغير الزمان أم أن تربية البنات عبء ثقيل!!
الأب وإيجاد الثقة:
إن التدليل قد يزيد عند تدخل الأب في بعض الأحيان بطريقة قد تباعد بين الأم وابنتها, بحيث يضع الأب نفسه في صورة تروق للفتاة وتجد في ذلك ملاذًا لها في تحقيق طلباتها, وإذا ما عقدت مقارنة بالطريقة التي يعاملها بها كل طرف (الأم كطرف والأب كطرف ثان) تربح بالتالي كفة الوالد.
وقد تنشأ المهاترات بين الوالدين بسبب تدخل الأب في معاملة الأم لابنتها خاصة إذا كان ميسور الحال, من هنا تبدأ مشكلة الأم في التفاقم وعدم القدرة على السيطرة على ما يدور في عالمها وبيتها وكسب ود وثقة بناتها.
ولا يختلف اثنان أن الأم هي الأقرب للابنة من الأب, ولكن هذا لا يمنع أن يكون للأب دور هام في تقويم سلوك ابنته المراهقة بالشكل السوي الذي يجعلها تدرك أهمية توجيهات الوالدين.
وعند تحليل بعض آراء الأمهات في سلوكيات بناتهن الاجتماعية والفكرية والنفسية في أثناء مرورهن بمحطات مرحلة المراهقة المختلفة، تبين أن الأمهات اللاتي تزوجن في سن ما بعد العشرين قد عانين أيضًا من عدم نجاحهن في التوصل إلى طريقة مثالية أو محايدة التعامل مع فتيات هذا الجيل . وقد اطلقن عليه "جيل الإنترنت" أي الشبكة العنكبوتية أو الشبكة المعلوماتية, وكانت الأمهات تتنفس الصعداء، وتتمنى لو أن عقارب الساعة تمر مسرعة كي تجد بناتها، وقد تخطين بسلام تلك المرحلة من حياتهن واللاتي اطلقن عليها "المرحلة الانتقالية".
إضافة لذلك فقد رأت بعض الأمهات أن مرحلة المراهقة سوف تساعد الفتاة على الانتقال لعالم آخر مختلف تمامًا عن طريق عبور الجسر الممتد بين عالم الطفولة وعالم النضج, ومن المهم أن تنتبه لأن مرحلة المراهقة مرحلة قصيرة مقارنة بمرحلة العمر الأخرى المختلفة.
وبالرغم من تمتع الأم بصفات إيجابية عديدة إلا أن هناك نوع من البنات لا يكتفين بدور الأم، بل يحتجن إلى دور الوالدين معًا, ولا يخلوا الواقع من حالات تتعلق فيها الابنة بشخصية والدها وترى فيه قدوتها بحيث يغنيها عن وجود أي فرد آخر بالأسرة.
إلى زهرتنا الحبيبة:
إن طاعة الابنة لتعليمات الأم والأخت الكبرى أمر هام في مرحلة المراهقة، كما أن توجيهات من هن أكبر منها سنًا يكسبها خبرة و دراية بما قد يعتري طريقها من مشاكل صحية أو نفسية خلال تلك المرحلة، ومن هنا تكون الأسرة في حالة رضى تام عن تصرفات البنات في مرحلة المراهقة، وبالتالي تتعلم الفتاة في تلك المرحلة كيفية التعامل بلباقة مع أمها وبقية أفراد أسرتها؛ مقدمة يد العون لوالدتها في تحمل المسئولية والقيام ببعض أعباء العمل المنزلي وتوجيه إخوتها الصغار إن وجدوا.
إن في ذلك دروسًا ميدانية سوف تنفعها في المستقبل القريب الذي قد يكون قاب قوسين أو أدنى، خاصة إن كانت هي الابنة الكبرى في الأسرة، فلابد أن تتدرب حتى تكون ربة منزل نافعة، وبهذا الصدد قمنا بإجراء عدة مقابلات ولقاءات مع الأمهات اللاتي قد عشن مرحلة مراهقة بناتهن، وكان الحديث معهن ممتعًا وشيقًا، خاصة، وأنه قد تم اختيار عدة نماذج من فئات المجتمع المختلفة التي اشتملت على شرائح متعددة بداية من ذوي الدخل المحدود ووصولًا إلى ميسوري الحال، وسوف تسرد تلك اللقاءات في الفصل الخاص بالقصص الواقعية.
أختي الفتاة:
تذكري أن طاعتك لوالداكِ هي عبادة عظيمة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقته، قلتُ ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلتُ: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) [متفق عليه].
وقد أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم رجل يبايعه على الجهاد يبتغي الأجر من الله تعالى فيتريث في قبوله ويسأله: (فهل من والديك أحد حي؟ فيقول الرجل: نعم، بل كلاهما، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: تبتغي الأجر من الله تعالى؟ فيجيبه الرجل: نعم، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما) [متفق عليه].
(وأنزل الله تعالى قرآنًا تلاه الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين فيه عتاب لسعد على شدته مع أمه في جوابه لها: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]) [شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد على الهاشمي، ص(139)].
تخلصي أختي الفتاة من وهم السيطرة:
هناك وهم يسيطر على بعض الفتيات بأن الآباء تفكيرهن مختلف عن المراهقين والفتيات، ولذا دائمًا ما يحدث صراع بين الأجيال، وإني أصحح لكي المفهوم وأقول لك إنها (علاقة تفاعل وليست علاقة صراع إذ أن الأبناء في الإسلام لا يكنون لآبائهم إلا المحبة بعيدًا عن العقوق المحرمة في الإسلام أصلًا، والقاعدة الإسلامية في التربية تقوم على ركيزتين متوازيتين:
الأولى: تتمثل في إعطاء الأبناء قدرة على الحركة نحو المستقبل.
الثانية: في إعطاء الأبناء قدرة على الثبات داخل قيم الدين والأخلاق، الذي هو (منهج أصيل متميز رباني غير وضعي ولا بشري) [تربية المراهق في رحاب الإسلام، محمد حامد الناصر- خولة درويش، ص(160- 161)].
ماذا بعد الكلام؟
أختي الأم:
· اغمري ابنتك بحبك ورضاك عنها واجعليها تشعر بسعادتك لكونها ابنتك.
· افتخري دائمًا بأعمال ابنتك منذ الصغر , وإياك وتحطيم معنوياتها حتى إذا قدمت لك عملًا غير كامل , ولكن حاولي تقويمها ونصحها بطريقة لبقة لا تؤذي مشاعرها.
· امنحي ابنتك الثقة الدائمة في نفسها لجعلها تضع ثقتها بشخصيتك مستمدة ذلك
من اعتزازك بها.
· كافئي ابنتك عند إتقانها لعمل معين بطريقة جميلة ؛ وذلك من أجل رفع روحها المعنوية وتشجيعها على الإقبال على إنجاز الأعمال التي يمكن أن توكل إليها.
· حاولي أن تعدي ابنتك منذ الصغر على نفسها في الكثير من الأمور مثل: إحضار الطعام لنفسها , وكذلك لبقية إخواتها ممن يصغرنها سنًا , فهذه العادة سوف تنمي بداخلها الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين , والأهم من ذلك تقدير في المجتمع كأنثى ذات كيان هادف وبناء.
· امنحي ابنتك حرية اختيار ملابسها مع ملاحظة ميولها , واعملي على تقويمه وصولًا بذلك للأناقة بمفهومها الصحيح.
· تسمحي لابنتك أن تبدي الرأي فيما يخصها أو يخص بقية أفراد الأسرة , مع إتاحة الفرصة لها بفتح باب المناقشة المثمرة بطريقة يحترم فيها الصغير رأي من هو أكبر منه سنًا.
· فقهي ابنتك في أمور دينها وحثيها على فعل الطاعات والخير.
· أظهري دائمًا بمظهر وقور أمام ابنتك حتى تكوني قدوة حسنة لها.
أخي الأب:
ـ كن عاملًا مساعدًا في إيجاد الثقة بين ابنتك وبين أمها.
ـ عليك أن تتوافق مع زوجتك في وضع رؤية مشتركة لتربية ابنتكما، ولا تكون الابنة محل استقطاب بينكما، فيصبح كل واحد منكما يريد أن يربي ابنته بالطريقة التي يراها، فتنشأ الفتاة تنشئة غير صحيحة.
أختي الفتاة:
ـ بالغي في رضا والداكِ خاصة أمكِ واعلمي أن رضا الله من رضا الوالدين.
المصادر:
· تربية المراهق في رحاب الإسلام، محمد حامد الناصر- خولة درويش.
· شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد على الهاشمي.